الحقيقه كلمه كبيره قوي
يا افندم
لساني الضعيف ما يقدرش يقولها
وما يملكش
وقلبي الأضعف مايستحملش تقلها
وما يحكمش!
الحقيقه لها أصحابها
وأنيابها
ومشاربها
وأنا زي ما حضرتك شايف يا افندم
ماليش صاحب
ولا أنياب
ومشاريبي.. بادفع تمنها أول بأول
يا افندم روحي مش لعبه
ومش سايبه
وحيرتي الليله مش سايبه لي جنب مريح
سؤالك مش عويص.. لكن..
مافيش في البقعه دي من العالم
أسئله سهله!
**************************
كلهم كدَّابين. من أول واحد طبطب عليَّ وضحك فـ وشّي يوم الحشر،
لحد آخر واحد شيّلني زكيبة روحه التقيله ولَسْوَع ضهري بكرباج الواجب والعِشره
الطيبه، وسلَّمني لورقكم الأصفر وإيديكم التقيله تسليم أهالي. ساعات وأنا قالع
النضَّاره وممدد في زنزانتي المحندقه بافرّ في وشوشهم، ومابعرفش أفرَّق بينها مهما
حقَّقت وضيَّقت عينيا. حتى أساميهم اللي حضرتك طمعان أقولها دخلت في بعضها،
ومابقيتش عارف مين كان فيهم زيد ومين كان عمرو. أكتر حاجه مزعجه في الموضوع إني
شايف إني لسه صغيَّر على التوهه دي، وكان لسه بدري شويَّه على انحسار البصر ومد
النسيان اللي طالني وأنا سرحان على الشط بالعب بالجردل والرمل، وأبص بحسرة للولاد
اللي حواليا بيبنوا مدن وحصون وعمارات، وأنا مكسوف أقول لأبويا إني مش شايف كويس.
زيّ مانا مكسوف دلوقتي من نظرة الشك في عين سيادتك. ده يعني لو كنت شايفها صح!
******************************************
الحقيقه
ماعرفهاش..
حصل إني حبيتها فعلا
بس من طرف واحد
فضلت أتابعها بنظرات لحوحه
بعيون ما بتطرفش
كنت مجرد ما تدخل
أشعلق عينيا عليها
وأنسى المحاضره والمُحاضر
واللي غايب واللي حاضر
وكل مرَّه
أعيشها بطريقتي
مرَّه أجرَّدها من وجودها
وأحولها لقيمة مستحيلة ولمعنى الوجود ذاته
ومرَّه أجرَّدها من هدومها
وأحوِّلها لمومس أحلامي
لكن عمري ما كلّمتها كلمه واحده
وعدِّت السنين
وراحت
لا عرفتني
ولا عرفتها
أُقسم بالله!!
**************************************
ماعنديش حاجه أقولها.. صدَّقني سيادتك.. الكلام خلص منّي من سنين..
وبقيت يادوبك باعرف ألضم كام كلمه عشان أعمل جملتين أردّ بيهم ع اللي قدَّامي..
والورق اللي حضرتك بتواجهني بيه لو تسمح بس بُص على تواريخ كتابته.. ده عمر تاني
والنعمه.. عمر اتعلم فيه ناس الكلام، وأنا نسيته مع اللي نسوه.. أنا
شاركت في كل الأحداث: شاهد وفاعل وضحية، لكن لو سيادتك عايز تعرف اللي حصل
بالظبط.. أنا آخر واحد ممكن تلاقي عنده القصة الكاملة.
..................................................................
حضرتك عايزني أوقَّع فين؟
الإسكندرية في 26 ديسمبر 2016
نُشرت في جريدة أخبار الأدب بتاريخ 31 مارس 2018
فوتوغرافيا: عبد الرحيم يوسف