الاثنين، 4 أغسطس 2008

عفريت صيفي




فـِ اللحظات القُليِّله اللي بيرجع فيها لنفسه
وتقع من على جلده القشور الملونه
وسخام البروتوكول
وحكايات الغجر
بيفضَّل يقعد مع نفسه
فوق تلَّه فـِ جنينة الشلالات القِبليه
ويراقب أطياف الحبيِّبه اللي هربوا هناك
عشان يبقوا فـِ حِمى ربنا !
ويفتكر لما كان بيصرف عنهم غلاسة الحرس
بطوبُه اللي كان ما بيخيبش نشانه
وأسراب التعابين اللي كان بيطلقها من بطن الصفصافه العجوزه
ويحسِّس على طبعة قعدتهم ورا الشجر
ويشم أنفاسهم اللي لسه معطَّره المكان
وكلامهم المحفور عَ الصخر
ويقرر إنه فـِ يوم بعيد لازم حَ يكتب مذكراته
ويملاها بهوامش من أغانيهم .. وضحكهم
وحكاياتهم العبيطه



* * *
الليله دي
ماقدرش ينام قبل ما يقتل تلاته من صحابه
تلات مرات !
ويحرق جثثهم على نار هاديه لدرجه تغيظ !
ويبعتر رمادهم فوق تلات نجوم
ماتوا من مليون سنه !
ويرجع مهدود لكهفه الأزرق
وقبل ما يدخل
إدوَّر ونفخ فـِ عامود النور
خلاَّها كحل
ونام .. وهو بيبكي !
* * *
كان قاعد يقرا
لمَّا وقعت فـِ كتابه عصفوره بتعيّط
وشكت له من العيال اللي بيسرقوا بيضها
وبيخنقوا عيالها
ومن الصياد اللي مترصد لها فـِ الرايحه والجايه
وضحكته الصفرا
وفخه الخبيث اللي بتفلت منه بالعافيه
إتنرفز جداً ..
وقفل الكتاب بعصبيه
وطار عَ الشجره

!العيال .. مسخهم عِرَس
والصياد .. علّقه من رجليه
وقفل الفخ على عيونه
بعد ما كسَّر كل سنانه
وأما رجع .. ومسك الكتاب ..
ما احتاجش يدوَّر كتير عَ الصفحه
لقى حاجه مبططه وناشفه
وبقعة دم صغيره
bookmarkفكر إنها ممكن تكون
مناسبه جداً !
* * *
بقى له فتره مش طبيعي
حاولت افسَّر الموضوع بقرب الصيف
أو هَيَجان البحر
أو قلة النوم
لكن قلبي ما ارتاحش لأي تفسير !
هو كمان قلل كلامه .. وزياراته .. وهداياه
وفجأه ..
بدأت الاحظ إني بانسى حكاياته
وانه لما بيغيب شويه
ما باقدرش افتكر ملامحه ..
والنهارده
قررت اعمل له مصيده
واحبسه فِـ دايره زرقا لحد ما يموت
أطلَّع قلبه .. وعقله
واسرق جناحينه
وابدأ اتعامل بنفسي مع الموضوع

.. عشان اعرف إيه اللي مخبِّيه عني


الأربعاء 21مايو 2003
نشرت في مجلة أدب ونقد الصادرة في مارس 2007
اللوحة للفنان عبدالهادي الجزار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق